من طرف وَ يَا شَهْرُ فَارْحَلْ .. مَا لِشَمْسِكَ مَغْرِبُ !!
صَبَاحٌ يُبِيْنُ ... وَ الظَّلَامُ يُحَجِّبُ
...
..
.
أستديرُ إلى الوراء ولما تنتهي الطريق , لكنَّ شيئاً ما يدعوني أن أحثَّ الخطى نحوَ
النهاية .
شيءٌ ما يجعلني ألهثُ نحوها , أناديها !
هُو ذَاتُ الشيءِ الذي يمسحُ على جبينِ ضميري الصغير مَسْحَةَ صَفحٍ ساذجة
تقنعهُ أنه مُبَرَّأٌ من كلِّ ماضيهِ من الفشل القريبِ أو البعيد ..
وحتى أنالَ ذاكَ الخلاصَ ,لابدَّ لي من أن أستديرَ للوراء لأرنوَ من حاضرٍ ماضياً
قد رَحَل .
وبما أنهُ قد قَاربَ على النفاد ستزدادُ عندي بوادرُ الرضا الكاذب بأنَّهُ ما باليدِ من
حيلة !! وأنهُ ما فاتَ قد مات كما يقولون َ في أمثالهم !
هواية ُ القتلِ تلكَ باتتْ سجيَّةً عندي , حالةً تخرجني دوماً من احتمالاتِ الفشلِ
المقلقة إلى يقينهِ المواسي لأمثالي من عَجَزَةِ الروحِ والفكر !
ربما عندما تُعادُ الكَرَّةُ في المستقبل , ربما قد لا أفكرُ حينها بالجري نحوَ النهاية ,
لأنني قد أجدُ نوعاً آخرَ أقربَ إلى الواقعيَّةِ من التباكي و الحوقلة ..
قد أنسى أصلاً تلكَ المشاعرَ التي تنتابني الآن , أو هذا البرودَ المتثاقلِ الوقعِ على
نفسي .
إني لا أزعمُ أني أختبرُ في هذهِ اللحظةِ معانياً من التألمِ والحسرة على ما فرَّطتُ
في حقِّ نفسي المسكينة ... ولا أدَّعي أني أعاينُ صَحوَةً تزلزلُ أركاني فتسيلُ لها
قريحتي اعترافاً وألماً وعهوداً وندماً ..
لكنه موسمٌ من تساقطِ الثلوجِ فيَّ , أو شيءٌ أكثرُ كثافةً وبروداً وصلابة ..
لعلها ألواحُ الجليدِ التي غمرتني وسالتْ جليداً أيضاً وانهمرت جليدا ً ..
هو ذاكَ البرودُ الغريبُ الذي لا أعلمُ له في داخلي سابقاً بذاتِ الدرجةِ من
القسوةِ والبرودة !
وككلِ غريبٍ جديد .. لا بدَّ لهُ من أن يُحْتَفَى بهِ ويُكْتَبَ عنه , وَ لو سَرتْ
برودتُهُ في أعطافِ السطورِ فانكمشت التعابيرُ والصورُ والمعاني .
وَ لعلِّي بمزيدٍ من البرودِ سأهرعُ إلى التقاطِ حالتي الجديدة والاحتفاءِ بها , فهاهي
قد منحتني نصَّاً بارداً ميْتَاً بعدَ طولِ ادبارٍ للكتابةِ عني !
وسيأتي إنجازُ خبري العاجلِ متثاقلاً , سعيداً بأنْ جاءَ الوجودَ , علامةً أخرى
من علاماتِ حكمةِ اللهِ الخفيَّةِ فيما يخلق ُ سبحانه , وَ تَحَارُ عقولُ البشرِ
وأفكارهم في استنباطِ دواعي وجودها !
أتكونُ حيناً الزيادةُ حاجةً بجدِّ ذاتِها !
مَنْ يَدري .. قَدْ يَكونُ كذلك !!
لَقد طَالَ مَكثُ الشَهرِ , كَانَ أكثرَ من شهرٍ شديدِ الحرِّ والعطش !
كانَ يوماً واحداً متصلاً , لا ينفكُّ يسلطُ بُقعَ الضوءِ عليّ , ولا أدري أفعلَ ذلكَ
مع الكل ّ أم تراهُ اختصَّني وحدي بالأضواء !
للمرّةِ الأولى يختصني أحدٌ ما بالضوءِ والاحتفاء , للمرّةِ الأولى يكونُ لي مكانٌ
خارجَ حدودي عندَ أيِّ أحدٍ كان !
لكنِّي كنتُ أخالُ أنه عندما يكونُ لي ذاكَ الضوء مرةً في حياتي , ظننتُ أني
سأكونُ أكثرَ سعادةً وبهجة!
الحقيقةُ المُرَّة ... هي أني علمتُ مؤخراً أني لا أعرفني .. وربما أنا أخافُ منِّي ..أو
لعلي في مرحلةٍ أقلَّ برودةٍ من هذه كنتُ أخاف .. أما الآن فأنا لا أحسُّ بأيِّ
شيءٍ ...
تبقى بعضُ الملامحِ تثيرُ في برودتي بعضَ الشعور الذي لا أظنه يرتقي ليتسمى
باسمِ الألم ...
ملامحُ الشهرِ الحزين ... ووجهي الحزين .. وقلبي البارد .. وشعوري الذي بلا
شعور .. وفِكْرِي الذي لا فِكَرَ فيه !
وشيءٌ جميلٌ أحبهُ... مقتطفاتٌ من حلمٍ رأيتهُ منذُ شهورٍ أصرُّ أنهُ رؤيَا ستتحقَّقُ
.. أنتظرُ من القدرِ تأويلها كما أنتظر .
صَبَاحٌ يُبِيْنُ ... وَ الظَّلَامُ يُحَجِّبُ
...
..
.
أستديرُ إلى الوراء ولما تنتهي الطريق , لكنَّ شيئاً ما يدعوني أن أحثَّ الخطى نحوَ
النهاية .
شيءٌ ما يجعلني ألهثُ نحوها , أناديها !
هُو ذَاتُ الشيءِ الذي يمسحُ على جبينِ ضميري الصغير مَسْحَةَ صَفحٍ ساذجة
تقنعهُ أنه مُبَرَّأٌ من كلِّ ماضيهِ من الفشل القريبِ أو البعيد ..
وحتى أنالَ ذاكَ الخلاصَ ,لابدَّ لي من أن أستديرَ للوراء لأرنوَ من حاضرٍ ماضياً
قد رَحَل .
وبما أنهُ قد قَاربَ على النفاد ستزدادُ عندي بوادرُ الرضا الكاذب بأنَّهُ ما باليدِ من
حيلة !! وأنهُ ما فاتَ قد مات كما يقولون َ في أمثالهم !
هواية ُ القتلِ تلكَ باتتْ سجيَّةً عندي , حالةً تخرجني دوماً من احتمالاتِ الفشلِ
المقلقة إلى يقينهِ المواسي لأمثالي من عَجَزَةِ الروحِ والفكر !
ربما عندما تُعادُ الكَرَّةُ في المستقبل , ربما قد لا أفكرُ حينها بالجري نحوَ النهاية ,
لأنني قد أجدُ نوعاً آخرَ أقربَ إلى الواقعيَّةِ من التباكي و الحوقلة ..
قد أنسى أصلاً تلكَ المشاعرَ التي تنتابني الآن , أو هذا البرودَ المتثاقلِ الوقعِ على
نفسي .
إني لا أزعمُ أني أختبرُ في هذهِ اللحظةِ معانياً من التألمِ والحسرة على ما فرَّطتُ
في حقِّ نفسي المسكينة ... ولا أدَّعي أني أعاينُ صَحوَةً تزلزلُ أركاني فتسيلُ لها
قريحتي اعترافاً وألماً وعهوداً وندماً ..
لكنه موسمٌ من تساقطِ الثلوجِ فيَّ , أو شيءٌ أكثرُ كثافةً وبروداً وصلابة ..
لعلها ألواحُ الجليدِ التي غمرتني وسالتْ جليداً أيضاً وانهمرت جليدا ً ..
هو ذاكَ البرودُ الغريبُ الذي لا أعلمُ له في داخلي سابقاً بذاتِ الدرجةِ من
القسوةِ والبرودة !
وككلِ غريبٍ جديد .. لا بدَّ لهُ من أن يُحْتَفَى بهِ ويُكْتَبَ عنه , وَ لو سَرتْ
برودتُهُ في أعطافِ السطورِ فانكمشت التعابيرُ والصورُ والمعاني .
وَ لعلِّي بمزيدٍ من البرودِ سأهرعُ إلى التقاطِ حالتي الجديدة والاحتفاءِ بها , فهاهي
قد منحتني نصَّاً بارداً ميْتَاً بعدَ طولِ ادبارٍ للكتابةِ عني !
وسيأتي إنجازُ خبري العاجلِ متثاقلاً , سعيداً بأنْ جاءَ الوجودَ , علامةً أخرى
من علاماتِ حكمةِ اللهِ الخفيَّةِ فيما يخلق ُ سبحانه , وَ تَحَارُ عقولُ البشرِ
وأفكارهم في استنباطِ دواعي وجودها !
أتكونُ حيناً الزيادةُ حاجةً بجدِّ ذاتِها !
مَنْ يَدري .. قَدْ يَكونُ كذلك !!
لَقد طَالَ مَكثُ الشَهرِ , كَانَ أكثرَ من شهرٍ شديدِ الحرِّ والعطش !
كانَ يوماً واحداً متصلاً , لا ينفكُّ يسلطُ بُقعَ الضوءِ عليّ , ولا أدري أفعلَ ذلكَ
مع الكل ّ أم تراهُ اختصَّني وحدي بالأضواء !
للمرّةِ الأولى يختصني أحدٌ ما بالضوءِ والاحتفاء , للمرّةِ الأولى يكونُ لي مكانٌ
خارجَ حدودي عندَ أيِّ أحدٍ كان !
لكنِّي كنتُ أخالُ أنه عندما يكونُ لي ذاكَ الضوء مرةً في حياتي , ظننتُ أني
سأكونُ أكثرَ سعادةً وبهجة!
الحقيقةُ المُرَّة ... هي أني علمتُ مؤخراً أني لا أعرفني .. وربما أنا أخافُ منِّي ..أو
لعلي في مرحلةٍ أقلَّ برودةٍ من هذه كنتُ أخاف .. أما الآن فأنا لا أحسُّ بأيِّ
شيءٍ ...
تبقى بعضُ الملامحِ تثيرُ في برودتي بعضَ الشعور الذي لا أظنه يرتقي ليتسمى
باسمِ الألم ...
ملامحُ الشهرِ الحزين ... ووجهي الحزين .. وقلبي البارد .. وشعوري الذي بلا
شعور .. وفِكْرِي الذي لا فِكَرَ فيه !
وشيءٌ جميلٌ أحبهُ... مقتطفاتٌ من حلمٍ رأيتهُ منذُ شهورٍ أصرُّ أنهُ رؤيَا ستتحقَّقُ
.. أنتظرُ من القدرِ تأويلها كما أنتظر .
