من طرف <H3 class=post-title align=center>من الأعماق
كما البحر أموج على شواطئ الحياة منحسرة عنها تارة ومندفعة اليها تارة أخرى
كما السحاب مزروعة سمائي بوعد لمطر لا يأتي ولو مرة
كما الليل في أعماق ظلماتي شعلة وزهرة
كما الأرض ألف ألف, وتلف بي الدنيا من سكون الى أعاصير الى ركود
كما الثورة
كما النار أشتعل وأتوهج وأخبو وأنطفأ
كما الجمرة
كما الشتاء ماطرة روحي بقطرات سراء وقطرات من الحسرة
لم أستطع أن أقاوم اغواء الصفحات البيضاء لأن أعبث بها وأخربش في مساحاتها اللامنتهية متاهاتي
فالكتابة تساعدنا أحيانا على رسم صورة لذاتنا والنظر بعمق أكبر الى النسيج الكلي لروحنا بهشاشته وصلابته ,بسكونه وضوضائه , بتماسكه وارتعاشاته ,بما يدغدغ فيه من ترقب لذيذ وما ينهش فيه من هواجس وأرق, بكل ما تشابك فيه من حواس , من عواطف, من مشاعر, من أفكار, من قناعات أو تساؤلات, من حنين وأمنيات ,من أمل وكأبة ,بما ظللة من أشجان وأحزان وما أضاءة من مشحات سعادة , من بهجات ومسرات , بكل ما تراكم فية من جروح وندبات, بكل ما توارى في طياتة من غرائز ورغبات,من توق لاشياء تكون أحيانا مبهمة, من مكنونات ما زلنا لا ندركها وما زلنا نبحث عنها في غياهبنا المظلمة
فأن نترجم كل ذلك الى مفردات يجعلنا نرى أنفسنا بوضوح أكثر برغم كل الفوضي التي تعترم فينا
ربما لم يكن من الصعب الاحساس بالارتجاجات التي كانت ترتعش بها مدونتي وما هي سوى هزات ارتدادية لما قد نعانية جميعنا من تجارب صادمة في حياتنا ,ولا أدري ان كانت أعاصيري قد هدأت الأن ,ربما أصبحت أكثر تمرسا في عراكي مع الحياة أو ربما كففت عن معاركتها معانقة اياها كما هي بعنفها ورقتها , بقسوتها وحنانها ,ممدودة ذراعاي اليها لو شائت أن تصفعني أو أن تحتضنني
وبالرغم من أني ما زلت عائمة في متاهاتي , الا أنني أعيش في حالة من السكينة تجعلني قادرة على أن ألملم بعض بعثرتي وأرى نفسي بجلاء وأستعيد بصفاء أكثر شريط حياتي
دائما كانت تثيرني قصص الرحالة القدماء الذين انطلقوا في العالم يخترقون المجهول , يسافرون عبر القارات بأدنى وسائل السفر والتنقل , حتى قبل أن ترسم خريطة الأرض أو تتحدد معالمها وطبيعتها الكروية , يسحرني ذاك التحدي لحدود الأمان ,ذاك التوق للسبر والغور في أسرار الدنيا , ذاك النهم للمعرفة وللولوج في ما وراء اليقين ,ذاك الشغف باقتحام الغامض والمبهم ,وأتخيل دهشتهم المتجددة مع كل اكتشاف لحضارات غريبة عنهم ولأنماط حياة وطقوس وشعائر مغايرة لقناعاتهم الأساسية , وافتتانهم المتكرر بما يتجلى لهم من تضاريس الطبيعة المبهرة وخصوبة أمومتها وغزارة ثمارها وأزهارها وألوانها الوحشية وانحنائاتها الشهوانية ,وخشوعهم مرة بعد مرة أمام عنفوانها وفورانها وأحوالها المتقلبة ما بين الجنون الجائر والسكون الأسر
ودائما كانت تدهشني أسئلة الفيزيائين الكبرى في تكوين الكون, في كونة يتحرك بمنظومة ثابتة ومحددة أو بشكل اعتباطي , في أبعادة السحيقة , في ما يقع داخل حدود المسافات اللامتناهية من السنين الضوئية التي استطاع العلماء مشاهدتها , في ما وراء تلك المسافات والتي لم يستطع العلماء حتى الأن مشاهدتها , في المادة السوداء المخبئة في نسيجها اللامرئي سر المجرات ,ولماذا لا تتفكك المجرات ولماذا لا تتهاوى النجوم ولماذا يسير الزمن دائما في اتجاة واحد , في البحث عن عناصر وكائنات وعوالم وحيوات خارج مساحات ادراكنا ومخيلتنا البشرية
وأفكر الأن كيف أنة منذ صغرنا علمونا أن نرى الدنيا بمنظار ضيق , رحلة في قطار , حتما وقطعا وبلا شك وريب , لا بد لة أن يعبر بنا في محطات محددة ومعروفة مسبقا
أذكر مرة قال لي جدي, رحمة اللة , وكان قلقا اذ تأخرت في الالتحاق بالجامعة , بكرة بيفوتك القطر يا سيدي , وجدي الذي كان يحملني على كتفية وينطلق بي في البرية المتوحشة يروي لي الأساطير والخرافات , كانت لة روح بوسع الدنيا وأنا لا أقول أنة هو الذي صور لي ذاك المعنى المجازي للقطار , لكن تلك كانت وما زالت النظرة البديهية السائدة عن الحياة , رسموها لنا مسارا واحدا ثابتا ولقنونا كيف نلون أحلامنا وأمنياتنتا داخل الأطر التي يحددها لنا, جعلونا نرى أنفسنا كائنات منتقصة خارج تلك الأطر , وفي المدى اللامنتهي لهذا الكون الساحر, مضينا في ظل اليقين , ضيقي الأفق , نركز جل جهودنا وطاقاتنا للالتحاق بالقطار ولتحقيق ذاتنا من خلال مسارة نحسب كل تأجيل في الوصول الى احدى محطاتة خيبة, وكل انحرافة عنة عثرة
وأنا كنت في فترة ما في حياتي أحسب عثراتي وأكيل خيباتي بنفس تلك المعايير حتى أصبحت أنظر الى حياتي كحفنة من الخيبات المتراكمة , وكنت أحيانا كثيرة أشعر أنني أحاذي الحياة ولأ أعيشها لأنني تهت عن القطار وشتت دروبي عن مسارها المعهود
لكنني اليوم لا أندم على أي من اختياراتي حتى لو كانت خاطئة وعلى أي من السبل التي عبرتها, قد أكون روضت نفسي على كبح كل ما يؤلمني وقد تكون تلك هي طريقتي في التعامل مع ما يسمى في علم النفس بالتنافر الادراكي بين المسارات التي خططتها لحياتي والاتجاهات التي سلكتها , بين ما رغبتة وما وددتة وما لم أستطع أن أنلة , بين أمالي وخيباتي , فمن طبيعتنا البشرية أن نحاول أن نعطي تبريرات لهذا التنافر كوسيلة لحماية مفهومنا عن ذاتنا , لتحصين الأنا
قد يكون , لكنني أيضا مقتنعة أننا لسنا مخلوقات متكاملة بحد ذاتها , نحن نتاج تجاربنا , نحن كل الذين كانوا جزءا من حياتنا وأثروا فيها سلبا أو ايجابا كل بمقدار , كل الذين وهبونا الفرح أو زرعوا في أرضنا أحزان , الذين أحيوا مشاعرنا أو قتلوا فينا الاحساس ,الذين ذقنا معهم مر الحياة أو حلاوتها , الذين أخصبوا مخيلتنا وأفاقنا أو استنزفوا عواطفنا وطاقاتنا , نحن خليط من كل هؤلاء, خليط تلحمة الأحاسيس والانفعالات التي تميز وتفرد كل منا كانسان وتصقلة معرفتنا وادراكنا والمعاني التي نعطيها لكل ما حولنا من أشياء
وأنا أعطي معان كبيرة لكل ما مضى من حياتي وليس بي أسف أو غضب أو أحقاد حتى على من أذني أو جرحني, لأن أي أخاذيذ قد تكون نحتتها في روحي تلك الجراح هي أيضا جزء صميمي مني من تكويني ومن السيناريو الذي خطني كما أنا علية
ولم يعد يؤرقني انحرافي عن المسار , ولم أعد أراة عثرة على قدر ما كان بوابة مفتوحة على مصراعيها لكل ما مررت بة في حياتي من تجارب
وفي هذا المكان والزمان ما زلت تلك المرأة المغتربة , لكنني لم أعد أبحث عن أرض لقدمي ولم أعد مسكونة باللا أمان الذي يحدثة انعدام الأرض من تحتي , أشعر بكياني أكثر تماسكا وتكاملا وصلابة , أنا هي الأرض وكأنني كوكب في المجرات , راسخة جذوري في عمق هذا الكون ودروبي مزروعة نجوما وبراعم أمنيات
كما السحاب مزروعة سمائي بوعد لمطر لا يأتي ولو مرة
كما الليل في أعماق ظلماتي شعلة وزهرة
كما الأرض ألف ألف, وتلف بي الدنيا من سكون الى أعاصير الى ركود
كما الثورة
كما النار أشتعل وأتوهج وأخبو وأنطفأ
كما الجمرة
كما الشتاء ماطرة روحي بقطرات سراء وقطرات من الحسرة
لم أستطع أن أقاوم اغواء الصفحات البيضاء لأن أعبث بها وأخربش في مساحاتها اللامنتهية متاهاتي
فالكتابة تساعدنا أحيانا على رسم صورة لذاتنا والنظر بعمق أكبر الى النسيج الكلي لروحنا بهشاشته وصلابته ,بسكونه وضوضائه , بتماسكه وارتعاشاته ,بما يدغدغ فيه من ترقب لذيذ وما ينهش فيه من هواجس وأرق, بكل ما تشابك فيه من حواس , من عواطف, من مشاعر, من أفكار, من قناعات أو تساؤلات, من حنين وأمنيات ,من أمل وكأبة ,بما ظللة من أشجان وأحزان وما أضاءة من مشحات سعادة , من بهجات ومسرات , بكل ما تراكم فية من جروح وندبات, بكل ما توارى في طياتة من غرائز ورغبات,من توق لاشياء تكون أحيانا مبهمة, من مكنونات ما زلنا لا ندركها وما زلنا نبحث عنها في غياهبنا المظلمة
فأن نترجم كل ذلك الى مفردات يجعلنا نرى أنفسنا بوضوح أكثر برغم كل الفوضي التي تعترم فينا
ربما لم يكن من الصعب الاحساس بالارتجاجات التي كانت ترتعش بها مدونتي وما هي سوى هزات ارتدادية لما قد نعانية جميعنا من تجارب صادمة في حياتنا ,ولا أدري ان كانت أعاصيري قد هدأت الأن ,ربما أصبحت أكثر تمرسا في عراكي مع الحياة أو ربما كففت عن معاركتها معانقة اياها كما هي بعنفها ورقتها , بقسوتها وحنانها ,ممدودة ذراعاي اليها لو شائت أن تصفعني أو أن تحتضنني
وبالرغم من أني ما زلت عائمة في متاهاتي , الا أنني أعيش في حالة من السكينة تجعلني قادرة على أن ألملم بعض بعثرتي وأرى نفسي بجلاء وأستعيد بصفاء أكثر شريط حياتي
دائما كانت تثيرني قصص الرحالة القدماء الذين انطلقوا في العالم يخترقون المجهول , يسافرون عبر القارات بأدنى وسائل السفر والتنقل , حتى قبل أن ترسم خريطة الأرض أو تتحدد معالمها وطبيعتها الكروية , يسحرني ذاك التحدي لحدود الأمان ,ذاك التوق للسبر والغور في أسرار الدنيا , ذاك النهم للمعرفة وللولوج في ما وراء اليقين ,ذاك الشغف باقتحام الغامض والمبهم ,وأتخيل دهشتهم المتجددة مع كل اكتشاف لحضارات غريبة عنهم ولأنماط حياة وطقوس وشعائر مغايرة لقناعاتهم الأساسية , وافتتانهم المتكرر بما يتجلى لهم من تضاريس الطبيعة المبهرة وخصوبة أمومتها وغزارة ثمارها وأزهارها وألوانها الوحشية وانحنائاتها الشهوانية ,وخشوعهم مرة بعد مرة أمام عنفوانها وفورانها وأحوالها المتقلبة ما بين الجنون الجائر والسكون الأسر
ودائما كانت تدهشني أسئلة الفيزيائين الكبرى في تكوين الكون, في كونة يتحرك بمنظومة ثابتة ومحددة أو بشكل اعتباطي , في أبعادة السحيقة , في ما يقع داخل حدود المسافات اللامتناهية من السنين الضوئية التي استطاع العلماء مشاهدتها , في ما وراء تلك المسافات والتي لم يستطع العلماء حتى الأن مشاهدتها , في المادة السوداء المخبئة في نسيجها اللامرئي سر المجرات ,ولماذا لا تتفكك المجرات ولماذا لا تتهاوى النجوم ولماذا يسير الزمن دائما في اتجاة واحد , في البحث عن عناصر وكائنات وعوالم وحيوات خارج مساحات ادراكنا ومخيلتنا البشرية
وأفكر الأن كيف أنة منذ صغرنا علمونا أن نرى الدنيا بمنظار ضيق , رحلة في قطار , حتما وقطعا وبلا شك وريب , لا بد لة أن يعبر بنا في محطات محددة ومعروفة مسبقا
أذكر مرة قال لي جدي, رحمة اللة , وكان قلقا اذ تأخرت في الالتحاق بالجامعة , بكرة بيفوتك القطر يا سيدي , وجدي الذي كان يحملني على كتفية وينطلق بي في البرية المتوحشة يروي لي الأساطير والخرافات , كانت لة روح بوسع الدنيا وأنا لا أقول أنة هو الذي صور لي ذاك المعنى المجازي للقطار , لكن تلك كانت وما زالت النظرة البديهية السائدة عن الحياة , رسموها لنا مسارا واحدا ثابتا ولقنونا كيف نلون أحلامنا وأمنياتنتا داخل الأطر التي يحددها لنا, جعلونا نرى أنفسنا كائنات منتقصة خارج تلك الأطر , وفي المدى اللامنتهي لهذا الكون الساحر, مضينا في ظل اليقين , ضيقي الأفق , نركز جل جهودنا وطاقاتنا للالتحاق بالقطار ولتحقيق ذاتنا من خلال مسارة نحسب كل تأجيل في الوصول الى احدى محطاتة خيبة, وكل انحرافة عنة عثرة
وأنا كنت في فترة ما في حياتي أحسب عثراتي وأكيل خيباتي بنفس تلك المعايير حتى أصبحت أنظر الى حياتي كحفنة من الخيبات المتراكمة , وكنت أحيانا كثيرة أشعر أنني أحاذي الحياة ولأ أعيشها لأنني تهت عن القطار وشتت دروبي عن مسارها المعهود
لكنني اليوم لا أندم على أي من اختياراتي حتى لو كانت خاطئة وعلى أي من السبل التي عبرتها, قد أكون روضت نفسي على كبح كل ما يؤلمني وقد تكون تلك هي طريقتي في التعامل مع ما يسمى في علم النفس بالتنافر الادراكي بين المسارات التي خططتها لحياتي والاتجاهات التي سلكتها , بين ما رغبتة وما وددتة وما لم أستطع أن أنلة , بين أمالي وخيباتي , فمن طبيعتنا البشرية أن نحاول أن نعطي تبريرات لهذا التنافر كوسيلة لحماية مفهومنا عن ذاتنا , لتحصين الأنا
قد يكون , لكنني أيضا مقتنعة أننا لسنا مخلوقات متكاملة بحد ذاتها , نحن نتاج تجاربنا , نحن كل الذين كانوا جزءا من حياتنا وأثروا فيها سلبا أو ايجابا كل بمقدار , كل الذين وهبونا الفرح أو زرعوا في أرضنا أحزان , الذين أحيوا مشاعرنا أو قتلوا فينا الاحساس ,الذين ذقنا معهم مر الحياة أو حلاوتها , الذين أخصبوا مخيلتنا وأفاقنا أو استنزفوا عواطفنا وطاقاتنا , نحن خليط من كل هؤلاء, خليط تلحمة الأحاسيس والانفعالات التي تميز وتفرد كل منا كانسان وتصقلة معرفتنا وادراكنا والمعاني التي نعطيها لكل ما حولنا من أشياء
وأنا أعطي معان كبيرة لكل ما مضى من حياتي وليس بي أسف أو غضب أو أحقاد حتى على من أذني أو جرحني, لأن أي أخاذيذ قد تكون نحتتها في روحي تلك الجراح هي أيضا جزء صميمي مني من تكويني ومن السيناريو الذي خطني كما أنا علية
ولم يعد يؤرقني انحرافي عن المسار , ولم أعد أراة عثرة على قدر ما كان بوابة مفتوحة على مصراعيها لكل ما مررت بة في حياتي من تجارب
وفي هذا المكان والزمان ما زلت تلك المرأة المغتربة , لكنني لم أعد أبحث عن أرض لقدمي ولم أعد مسكونة باللا أمان الذي يحدثة انعدام الأرض من تحتي , أشعر بكياني أكثر تماسكا وتكاملا وصلابة , أنا هي الأرض وكأنني كوكب في المجرات , راسخة جذوري في عمق هذا الكون ودروبي مزروعة نجوما وبراعم أمنيات
